الجمعة، 23 أكتوبر 2015

مراحل تطور الفكر الجغرافي



بسم الله الرحمن الرحيم 

اليوم لخصت لكم المؤشر الثاني من المعيار الأول وهو

: مراحل تطور الفكر الجغرافي




منذ وقت طويل , والإنسان يحاول باستمرار تطوير معرفته بالعالم الذي يحيط به , فعلى سبيل المثال عرف المصريون القدماء كيفية قياس مساحات الأرض وكيفية توجيه مبانيهم , كما حددوا عدد أيام السنة , أما الفينيقيون المعروف عنهم بكثرة أسفارهم واكتشافاتهم للأقاليم غير المعروفة فقد طوروا العديد من المهارات الملاحية وابرزوا الاختلافات المناخية بين الأماكن المختلفة وبالرغم من عناصر المعرفة الجغرافية قد ساهمت بها كل حضارة من حضارات العالم المختلفة , إلا إن الإغريق القدماء  كانوا أول من قدم معلومات جغرافية تفصيلية وبالتالي فهم بحق مؤسسو علم الجغرافيا .لعل أول جغرافي إغريقي هو الشاعر هوميروس  فملحمة الأوديسة   لهوميروس تضمنت وصف جغرافي لاماكن مختلفة في إقليم البحر المتوسط بالرغم من إن مغزى ملحمته لم يكن بالتحديد تقديم الوصف الجغرافي وإنما هو الإخبار عن مغامرة مثيرة , وبعد هوميروس بحوالي خمسماية عام , ألف هيكتاتيوس كتابا بعنوان وصف الأرض  حيث يعتبر الأول من نوعه الذي يهدف إلى وصف الأرض فالعالم طبقا لهيكاتيوس هو أساسا منطقة البحر المتوسط , وقبل بداية القرن الخامس قبل الميلاد تطورت كتابات الإغريق من الوصف إلى محاولة التفسير , فهيرودوت  المعروف بميوله وتخصصه بدراسة التاريخ إلا انه قام ببحث الكثير من المواضيع الجغرافية فقد ترتب على أسفاره الكثيرة وكتاباته الوصفية حينا والتفسيرات حينا أخر للاماكن التي زارها , المساعدة في توضيح العديد من القضايا الجغرافية فعلى سبيل المثال فقد وضح كيفية تكوين الدالات من خلال عملية الترسب المائية كما أشار إلى إن تغيرات درجة الحرارة ترتبط باتجاهات الرياح .


اما بلاتو  فقد أشار خلال القرن الرابع فقد أشار خلال القرن الرابع قبل الميلاد إلى إن الأرض كروية وفي الوقت ذاته افترض eudoxus  بأن النطاقات المناخية  تطوق الأرض , فكانت الأفكار التي جاء بها كل من بلاتو وeudoxus مجرد أفكار نظرية تحتاج إلى مزيد من الإثبات والبرهان , فقد حاول أرسطو  تلميذ بلاتو إيجاد البرهان القوي لإثبات الأفكار التي جاء بها بلاتو فلاحظ أرسطو ظل الأرض الدائري على سطح القمر وبين إن درجات الحرارة تتناقص كلما ازدادت المسافة عن خط الاستواء , إما الكسندر العظيم  بصفته احد تلاميذ أرسطو فقد ساهم في تطوير المعرفة الجغرافية الإغريقية من خلال القياسات التي قام بها خلال حملات الغزو التي رافقها فقد ضمن تقاريره التي أعدها معلومات جغرافية قيمة عن الأماكن التي شاهدها , وأخر علماء الإغريق العظماء المعروفين بمساهمتهم في أعناء المعرفة الجغرافية هم ايراستوتين  وسترابو  لقد دعي ايراستوتين مرارا بأبي الجغرافيا لأنه أول من حدد معنى مفهوم الجغرافيا المؤلف من شقين geoومعناها الأرض graph'sومعناها وصف , كما انه أول من قام بقياس محيط الأرض باستخدام زاوية سقوط أشعة الشمس والمعادلات الرياضية ما اشتملت مساهمات ايراستوتين على تصميم خارطة العالم بين عليها كل من أوروبا والهند وليبيا أما استرابوا بالرغم من إضافاته الضئيلة على المعرفة الجغرافية إلا انه كان الفضل له في تأليف كتاب الجغرافيا التي تكون من سبعة عشر مجلدا وتبرز أهمية هذا الكتاب بأنه يعد تجميعا للإضافات الجغرافية الإغريقية بوجه عام لقد قدم الإغريق القدماء الاسم والإطار الذي يمكن العمل من خلاله في إضافة المزيد من المعلومات الجغرافية من قبل كل باحث فيما بعد , لقد اتسمت الكتابات الجغرافية خلال الحقبة الرومانية بعدم الضمولية وتركزت بصورة رئيسة على مسوحات محلية وتأليف الموسوعات المعلوماتية عن بيئات محدودة بالإضافة إلى محاولاتهم الجادة في عمليات تحديد حدود الوحدات السياسية , لقد أعقبت الحقبة الرومانية حقبة العصور الوسطى من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر التي عرفت بأطول فترة شحت خلالها الكتابتان العلمية الجغرافية خاصة في أوروبا وفي الوقت التي تدهورت فيه الجغرافيا في أثناء  العصور الوسطى كان للعرب خلال القرن السابع والثامن الميلادي الفضل في حماية التراث الجغرافي اليوناني والإضافة علية فقد كتبوا  في موضوعات شتى في الجغرافيا الوصفية والرياضية ودرسوا مشكلة مساقط الخرائط .

يعتبر بداية القرن الخامس عشر الميلادي بداية عصر الاكتشاف التي تم خلاله وخلال القرن السادس عشر توسيع المعرفة الجغرافية وتسجيل المزيد من المعلومات الجغرافية عن الأماكن الجديدة التي تم استكشافها ,. لقد زودت البعثات الاستكشافية في الفترة الممتدة بين 1550 – 1850 كثيرا من الباحثين الأكاديميين بمعلومات جغرافيا مهمة عن الأماكن المختلفة من العالم وسكان تلك المناطق الجديدة لذا غدت الجغرافيا البشرية تظهر كأحد فروع الجغرافي الأساسية فمن المعروف إن العامل الجغرافي البشري قد تم التركيز علية في تدريس الجغرافيا في جامعة ويتنبرغ  سنة 1509 من قبل الأستاذ بارتل سنتين  وفيما بعد تم التأكيد علية من قبل كانت Kant خلال تدريسه في konigsberg الألمانية في الفترة الواقعة بين (1757 – 1797 ) حيث اعتبر العنصر البشري كجزء مكمل للموضوع الجغرافي .لقد انتهى عصر الاكتشافات الجغرافية بظهور أعمال اثنين من رواد المدرسة الجغرافية الألمانية الحديثة وهما الكساندر همبولت وكارل ريتر   حيث كان لكليهما التأثير الكبير على مسيرة الفكر الجغرافي مما دفع فريق من الباحثين بالاعتقاد بأنه كان لهامبولت وريتر الدور الحاسم في نهاية العقبة الكلاسيكية بالجغرافيا وبداية الجغرافيا الحديثة كما اعتبر هامبولت بأنه مؤسس الجغرافيا الطبيعية الحديثة وريتر بأنه مؤسس الجغرافيا الحضارية .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق